الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يغفر ذنبك، ويفرج كربك، ويرزقك الحلال، وقد سبق لنا بيان حكم العمل بوظيفة مندوب دعاية لشركة أدوية، وبعض ما يتعلق بذلك في الفتويين رقم: 112921، ورقم: 56028.
ثم إن ما شرطوه عليك من عدم فتح مؤسسات صيدلية، ونحو ذلك شرط صحيح، يجب الوفاء به إذا كان لهم فيه غرض صحيح، كتأثيره على العمل، وانظر الفتويين رقم: 18085، ورقم: 205825.
وبالتالي، فطالما أنك خالفت الشرط، فقد تعرضت للإثم، والواجب التوبة، والالتزام بما قرروا، وكذلك، الواجب الوفاء بعدد الزيارات المذكورة، ونحو ذلك، فالمسلمون عند شروطهم، ونرجو الله إن وفيت بما يلزمك أن يُعينك الله، وأن يكفيك ما عليك من دين، وكونك محافظا على الشعائر الظاهرة خير عظيم، ولكن يجب عليك الالتزام بما ذُكِر، والتوبة من التقصير في ذلك، وازدياد الكرب بعد الدعاء، لا يعني عدم قبوله، فقد يزيد البلاء، ثم يعقبه الفرج، فيعقوب ـ عليه السلام ـ اشتد رجاؤه في عودة يوسف لما اشتد الكرب بفقده ولدين آخرين من ولده، قال تعالى: ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ * وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ * قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ * وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ * قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ * قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ {يوسف: 81ـ 86}.
وراجع للفائدة الفتويين رقم: 145233، ورقم: 11571.
والله أعلم.