تفسير قوله تعالى: لقد كنت في غفلة من هذا

1-1-2003 | إسلام ويب

السؤال:
ما تفسير قوله تعالى: { لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك}؟

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقول الله تعالى: لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ [قّ:22].

هذه الآية جاءت من بعد قوله تعالى: وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ* وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ* وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ* لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ [قّ: 19 - 22].

قوله تعالى: لَقَدْ كُنْتَ هذه الجملة مؤكدة بثلاثة مؤكدات: القسم واللام وقد، واختلف المفسرون -رحمهم الله تعالى- في من هو المخاطب في هذه الآية على ثلاثة أقوال:
القول الأول: أنه الكافر، وهو قول ابن عباس، وصالح بن كيسان.
القول الثاني: أنه عام في البر والفاجر، واختاره ابن جرير رحمه الله.
القول الثالث: أنه النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهذا قول ابن زيد.

فعلى القول الأول يكون المعنى: لقد كنت في غفلة من هذا اليوم في الدنيا بكفرك.

وعلى القول الثاني: يكون المعنى كنت غافلاً عن أهوال يوم القيامة فكشفنا عنك غطاءك الذي كان في الدنيا يغشى قلبك وسمعك وبصرك. وقيل معناه: أريناك ما كان مستوراً عنك.

وعلى القول الثالث: لقد كنت قبل الوحي في غفلة عما أوحي إليك فكشفنا عنك غطاءك بالوحي.

وقول تعالى: فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ أي بصرك المعروف.

واختلف أهل العلم في المراد باليوم؟ فقيل: إنه يوم القيامة وهو قول الأكثرين. وقيل: إنه في الدنيا، وهذا على قول ابن زيد إن المراد بالخطاب النبي صلى الله عليه وسلم.

وقوله تعالى: حديد: قال ابن قتيبة: الحديد بمعنى الحاد. أي فأنت ثاقب البصر وفي قوله تعالى حديد، ثلاثة أقوال:
الأول: فبصرك حديد إلى لسان الميزان حين توزن حسناتك وسيئاتك، قاله مجاهد
.
والثاني: أنه شاخص لا يطرف لمعاينة الآخرة قاله مقاتل.
والثالث: أنه العلم النافذ قاله الزجاج. اهـ.

والله أعلم.

www.islamweb.net