الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يخفى ما في غالب القنوات الفضائية ـ إخبارية وغير إخبارية ـ من مخالفات شرعية مسموعة ومرئية، فإذا كان إخوة صديقك ممن يشاهدون التلفاز ويقلبون في القنوات ولا يتورعون عن سماع الأغاني ومشاهدة المنكرات، فلا يجوز أن يعينهم على الحرام بتنزيل القنوات المفسدة ضمن الباقة كلها، وقد قال تعالى: وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2}.
فإن تم ما يخشاه وقاموا فعلا بمشاهدة المحرمات وسماع الأغاني، فقد ناله من الإثم مثل آثام مافعلوه، لأن تنزيل تلك القنوات في جهاز الاستقبال يعدّ بمثابة الدلالة عليها وتذليل الوصول إليها، وقد قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ، كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا. رواه مسلم.
والواجب على صديقك أن يقوم بإلغاء كافة القنوات المشتملة على المنكرات السميعة كالأغاني، والبصرية كالصور المحرمة، سواء كانت قنوات إخبارية أم غير إخبارية، وتثبيت القنوات النافعة، كما قال تعالى : وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى {المائدة:2}.
فإنه ليس من برّ الوالدين طاعتهما في معصية الله تعالى.
والله أعلم.