الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالله نور السماوات والأرض كما أخبر سبحانه، وحجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه، كما ثبت ذلك في صحيح الإمام
مسلم .
فلا يوصف أحد بأنه نور السماوات والأرض إلا الله سبحانه وتعالى.
وأما الرسول صلى الله عليه وسلم، فهو نور وسراج منير لمن أرسل إليهم، كما قال الله عز وجل عنه
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً* وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً (الأحزاب:45-46)
وقال
قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (المائدة: من الآية15)
قال
قتادة: يعني بالنور محمداً صلى الله عليه وسلم. وقال غيره:
هو الإسلام. فهو صلى الله عليه وسلم نور وسراج منير، يبين للناس طريقهم، ويهديهم بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد.
وإذا أريد بقولهم: الصلاة والسلام عليك يا نور خلق الله أنه نور للثقلين: الإنس والجن، أي مبعوث لهدايتهم، ومنور طريقهم، فهذا حق.
وإن أريد به أنه خلق من نور، أو أنه نور خلقت منه جميع المخلوقات فهذا باطل، وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم
7389 9650والله أعلم.