الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كلمة التوحيد ليس فيها شيء من الحروف الشفوية، وحروفها يخرج بعضها من الحلق كالهمز والهاء، وبعضها من اللسان مثل اللام، وليست حروفها من أسهل الحروف نطقا، فإن الهمز والهاء من أثقل الحروف، وهما يخرجان من أقصى الحلق، ولا شك في رحمة الله بعباده، ولكن التعليل المذكور يحتاج لما يثبته، واعلم أن من علامات حسن الخاتمة أن يكون آخر ما ينطق المرء به هو الشهادة، كما جاء في الحديث عن معاذ بن جبل، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة. أخرجه أبو داود، وصححه الألباني.
ولهذا استحب أهل العلم أن يلقن الميت عند احتضاره كلمتي التوحيد، ويدل لذلك حديث: لقنوا موتاكم لا إله إلا الله. رواه مسلم وأبو داود والترمذي.
ولقوله صلى الله عليه وسلم لأبي طالب عند موته: يا عم قل: لا إله إلا الله، كلمة أشهد لك بها عند الله. رواه البخاري ومسلم.
وقد روى أحمد وأبو يعلى عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على رجل من بني النجار يعوده، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا خال قل: لا إله إلا الله. صححه الأرناؤوط وحسين أسد.
والله أعلم.