الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله لك، ولوالديك العافية، والهداية، وأن يعينك على برهما، ونذكرك بالصبر على مرضك، وقد ذكرنا في الفتوى رقم: 172459، ثواب الصبر على البلاء، فراجعها.
وقد بينا في الفتوى رقم: 73876، أن رفع الصوت على الأم ينافي البر، فكيف بقولك: اخرسي، فاتق الله، واعتذر منها وتب إلى الله توبة نصوحاً.
ولا يٌعد إنكارك المنكر عذراً، فإن الإنكار على الوالدين ليس كالإنكار على غيرهما، بل لا بد فيه من الأدب والرفق، كما بينا في الفتوى رقم: 139535.
ولا شك أن سب الدين كفر، كما بينا في الفتوى رقم: 137051.
والواجب أن تناصح أمك أن تترك هذا العمل القبيح، واستعن على ذلك بقرابتها، ومن تثق هي فيهم عساها ترتدع، وقد بينا في الفتوى رقم: 226333، حكم السفر لبلاد الكفار للتعلم.
وبينا في الفتوى رقم: 105345، حكم سفر الابن للتعلم بدون إذن والده، فراجعها.
ثم إن كل إنسان مكلف مسؤول عن نفسه، قال تعالى: وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا * اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا * مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا {الإسراء: 13ـ 15}.
ولكن احذر أن تكون سببا في فتنتهم، لا سيما بالأفعال المستفزة التي لا يلزمك فعلها شرعا، ولك عنها غنى، ونذكرك بالدعاء والتضرع إلى الله أن يكشف عنك ذلك، وأن يهدي والديك.
والله أعلم.