الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فأولاً: لا ينبغي لمسلم أن يكره مسلماً قريباً له أو بعيداً عنه إلا لأمر ديني، وحتى لو كان الأمر كذلك فإن صلتهم والإحسان إليهم مطلوب شرعاً، ولعل ذلك يكون سبباً في صلاحهم كما هو مبين في الفتوى رقم:
1764.
والإحسان إلى من يكره الإنسان لا يعد نفاقاً بشرط أن لا يمدحه ولا يثني عليه بما ليس فيه، وأما لين الكلام وخفض الجناح وبذل المعروف فهذا من مكارم الأخلاق لاسيما إذا كان مع من يكره.
ففي الصحيحين عن
عائشة رضي الله عنها:
أن رجلاً استأذن على النبي صلى الله عليه و سلم فلما رآه قال: بئس أخو العشيرة وبئس ابن العشيرة، فلما جلس تطلق النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه وانبسط إليه!! فلما انطلق الرجل قالت له عائشة: يا رسول الله حين رأيت الرجل قلت له كذا وكذا ثم تطلقت في وجهه وانبسطت إليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عائشة متى عهدتني فحاشاً؟! إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء شره. فالنبي صلى الله عليه وسلم دارى الرجل رغم تضجره منه حين استأذن عليه لكنه لم يداهنه، قال
ابن حجر في الفتح نقلاً عن
القرطبي: والفرق بين المداراة والمداهنة أن المداراة بذل الدنيا لصلاح الدنيا أو الدين أو هما معاً وهي مباحة وربما استحبت. والمداهنة ترك الدين لصلاح الدنيا.
والنبي صلى الله عليه وسلم إنما بذل له من دنياه حسن عشرته والرفق في مكالمته ومع ذلك فلم يمدحه بقول، فلم يناقض قوله فيه فعله، فإن قوله فيه قول حق وفعله معه حسن عشرة. انتهى
والله أعلم.