الدعاء ببلوغ مرتبة الأنبياء ومرتبة الصديقين
18-9-2014 | إسلام ويب
السؤال:
هل يجوز الدعاء باللهم ارزقني من الإيمان والثبات ما رزقت النبيين، اللهم ارزقني من الحكمة ما رزقت لقمان والصديقين؟.
الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن للدعاء آداباً ينبغي للمسلم مراعاتها والتحلي بها، ومن هذه الآداب عدم الاعتداء فيه الذي ورد النهي عنه في قول الله تعالى: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ {الأعراف:55}.
ومن الاعتداء في الدعاء سؤال منازل الأنبياء، قال ابن كثير في تفسيره: قال أبو مجلز: إنه لا يحب المعتدين: لا يسأل منازل الأنبياء.
ولذلك، فإن سؤال درجة إيمان الأنبياء وثباتهم لا يجوز، لأن درجة إيمانهم وثباتهم يستحيل أن يصل إليها من دونهم ولو كان من أصحابهم، وانظر الفتوى رقم: 179897.
وأما قول الداعي: اللهم ارزقني من الحكمة ما رزقت لقمان والصديقين ـ فإنه يجوز على القول بأن لقمان الحكيم صديقا وليس نبيا، وهو قول الأكثرين، كما قال ابن كثير في التفسير، وقد نقل السيوطي الخلاف فيه مع من اختلف في نبوتهم وأن الأكثر على عدم النبوة، فقال في الكوكب الساطع:
واختلفت في خضر أهل النقولْ قيل وليّ ونبي ورسول
لقمان ذي القرنين حَوّا مريمِ والمنع في الجميع رأي المعظمِ.
وعلى القول بأنه نبي، فإن الدعاء ببلوغ درجته لا يجوز، لأن سؤال درجة الأنبياء لا يجوز ـ كما أشرنا ـ مع العلم بأن مرتبة الصديقية هي أعلى مراتب العبودية بعد مرتبة النبوة، وهي درجات متفاوتة، كما قال ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في الفتاوى: وَالصِّدِّيقُ فِي الْعَصْرِ الْأَوَّلِ أَكْمَلُ مِنْهُمْ، وَالصِّدِّيقُونَ دَرَجَاتٌ وَأَنْوَاعٌ، وَلِهَذَا يُوجَدُ لِكُلِّ مِنْهُمْ صِنْفٌ مِنْ الْأَحْوَالِ وَالْعِبَادَاتِ حَقَّقَهُ، وَأَحْكَمَهُ، وَغَلَبَ عَلَيْهِ، وَإِنْ كَانَ غَيْرُهُ فِي غَيْرِ ذَلِكَ الصِّنْفِ أَكْمَلَ مِنْهُ وَأَفْضَلَ مِنْهُ.
والحاصل أن الدعاء ببلوغ مرتبة الأنبياء لا يجوز، وأنه يجوز ببلوغ مرتبة الصديقين..
والله أعلم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن للدعاء آداباً ينبغي للمسلم مراعاتها والتحلي بها، ومن هذه الآداب عدم الاعتداء فيه الذي ورد النهي عنه في قول الله تعالى: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ {الأعراف:55}.
ومن الاعتداء في الدعاء سؤال منازل الأنبياء، قال ابن كثير في تفسيره: قال أبو مجلز: إنه لا يحب المعتدين: لا يسأل منازل الأنبياء.
ولذلك، فإن سؤال درجة إيمان الأنبياء وثباتهم لا يجوز، لأن درجة إيمانهم وثباتهم يستحيل أن يصل إليها من دونهم ولو كان من أصحابهم، وانظر الفتوى رقم: 179897.
وأما قول الداعي: اللهم ارزقني من الحكمة ما رزقت لقمان والصديقين ـ فإنه يجوز على القول بأن لقمان الحكيم صديقا وليس نبيا، وهو قول الأكثرين، كما قال ابن كثير في التفسير، وقد نقل السيوطي الخلاف فيه مع من اختلف في نبوتهم وأن الأكثر على عدم النبوة، فقال في الكوكب الساطع:
واختلفت في خضر أهل النقولْ قيل وليّ ونبي ورسول
لقمان ذي القرنين حَوّا مريمِ والمنع في الجميع رأي المعظمِ.
وعلى القول بأنه نبي، فإن الدعاء ببلوغ درجته لا يجوز، لأن سؤال درجة الأنبياء لا يجوز ـ كما أشرنا ـ مع العلم بأن مرتبة الصديقية هي أعلى مراتب العبودية بعد مرتبة النبوة، وهي درجات متفاوتة، كما قال ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في الفتاوى: وَالصِّدِّيقُ فِي الْعَصْرِ الْأَوَّلِ أَكْمَلُ مِنْهُمْ، وَالصِّدِّيقُونَ دَرَجَاتٌ وَأَنْوَاعٌ، وَلِهَذَا يُوجَدُ لِكُلِّ مِنْهُمْ صِنْفٌ مِنْ الْأَحْوَالِ وَالْعِبَادَاتِ حَقَّقَهُ، وَأَحْكَمَهُ، وَغَلَبَ عَلَيْهِ، وَإِنْ كَانَ غَيْرُهُ فِي غَيْرِ ذَلِكَ الصِّنْفِ أَكْمَلَ مِنْهُ وَأَفْضَلَ مِنْهُ.
والحاصل أن الدعاء ببلوغ مرتبة الأنبياء لا يجوز، وأنه يجوز ببلوغ مرتبة الصديقين..
والله أعلم.