الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالذي يريحك من هذا العناء، أن تعلمي أن الموسوس لا بد له من الإعراض عن الوساوس، وعدم الالتفات إليها، وأننا قد قررنا أن للموسوس الترخص، والأخذ بأيسر الأقوال؛ رفعا للحرج، وأنه لا يأثم بذلك، وانظري الفتوى رقم: 181305.
فدعي عنك كل هذه التساؤلات، وخذي بما يتيسر عليك من الأقوال، ولا يجب عليك إدخال الماء إلى باطن الفرج في قول عامة العلماء، وإنما ذكرنا الخلاف، وبينا ضعف القول الثاني كما ذكره المحققون، فأي تثريب علينا في هذا، ونحن نذكر ما يذكره العلماء، فإذا ذكرنا القول، وضعفناه كما ضعفه العلماء، فما الذي يحملك على الوسوسة، ويدعوك إلى تحري اتباع القول الذي حكم المحققون بضعفه؟ وإذا كان بعض العلماء قد أوجب اتباع الأشد حيث لا ترجيح، فبعضهم قد رخص في اتباع الأسهل، وبعضهم رأى التخيير، وأنت دعكِ من هذا الخلاف، وخذي بما نصحناك به من القول الأسهل لمكان حاجتك لذلك كونك مصابة بالوسوسة، نسأل الله لك العافية.
والله أعلم.