الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فينبغي على المرأة المسلمة إذا أرادت الزواج برجل أن تنظر إلى دينه وخلقه، فهما الركيزتان الأساسيتان اللتان تقوم عليهما الأسرة المسلمة السعيدة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير. خرجه
الترمذي وغيره بسند حسن.
وسعادة المرأة بالرجل الصالح لا تقتصر على السعادة الدنيوية فحسب، بل تشمل السعادة الدنيوية والأخروية، أما الدنيوية: فالرجل الصالح يخاف الله تعالى فيقوم بأمر الله، وينتهي عن نهيه، ومما أمر الله به معاشرة الزوجة بالإحسان، إذ يقول تعالى:
وعاشروهن بالمعروف [النساء:19] ويقول النبي صلى الله عليه وسلم:
استوصوا بالنساء خيراً. فيكرم زوجته ويقدرها، ويقوم بحقوقها على أكمل وجه.
وأما الأخروية: فبصلاح الزوج تصلح الزوجة وتستقيم في دينها، وتحافظ على أمر ربها، لأنها تعيش في كنف من يعينها على طاعة الله، ويحب لها الخير الذي هو فيه، ويباعدها عن الشر، فالإنسان بطبيعته يتأثر بمن يحب سلباً أو إيجاباً، ولا يضير الفارق بين الزوج والزوجة في العمر، ما لم يكن الفارق كبيراً، فقد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم
خديجة رضي الله عنها وعمره خمسة وعشرون سنة، وكان عمر
خديجة رضي الله عنها أربعين سنة، وكانت أحب نسائه إليه، وأنجب منها الأولاد، وإذا كان هذا الرجل مدخناً مع محافظته على فرائض الإسلام، واجتنابه لكبائر الموبقات والمحرمات، وتعلمين من نفسك التأثير عليه وإصلاحه، فلا حرج عليك بالزواج منه، وإلا فلا ننصحك بالزواج منه لأن من ابتلي بهذه العادات السيئة لا ينفك عنها إلا أن يشاء الله، ولربما نقلها إلى زوجته، ويمكنك مراجعة الفتوى رقم:
8519والله أعلم.