الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا رجعت متعبا وخشيت أنك إذا نمت فاتتك العصر فقد رخص لك في الجمع بين الصلاتين بعض أهل العلم، فتصلي الظهر والعصر جمع تقديم في هذه الحال، وانظر الفتوى رقم: 223525.
وقد رخص بعض أهل العلم في الجمع بين الصلاتين لمطلق الحاجة، وانظر الفتوى رقم: 142323.
وشرط بعضهم لذلك ألا يتخذ ذلك عادة، فإذا اشتد بك التعب واحتجت للجمع بين الصلاتين تقديما، فلا حرج عليك بشرط وجود العذر المبيح للجمع عند افتتاح الأولى والفراغ منها وعند افتتاح الثانية، وبشرط الترتيب بين الصلاتين المجموعتين والموالاة بينهما عند الجمهور، وذهب بعض العلماء إلى عدم اشتراط الموالاة في جمع التقديم، والقول باشتراطها أحوط، وانظر الفتوى رقم: 146741.
ولو نمت دون أن تجمع، فلا إثم عليك إذا استيقظت بعد دخول وقت المغرب، لأنك والحال هذه معذور، والنائم مرفوع عنه القلم، فإذا استيقظت بعد دخول وقت العشاء فإنك تصلي العصر ثم المغرب ثم العشاء مراعاة للترتيب، فإنه واجب عند كثير من العلماء، وإذا استيقظت وقد أقيمت صلاة المغرب فلك أن تصلي معهم المغرب ثم تقضي العصر، ولا يلزمك إعادة المغرب على الراجح، ولك أن تدخل معهم في الصلاة بنية العصر ثم تصلي المغرب بعد فراغك من صلاة العصر والأفضل من ذلك بيناه في الفتوى رقم: 115036.
وإذا خشيت خروج وقت الحاضرة فإنك تصليها ويسقط عنك الترتيب على القول بوجوبه عند كثير من العلماء.
والله أعلم.