الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا مانع من الدعاء المذكور، وما في معناه؛ لأن الله تعالى هو الحافظ، والخلق كلهم في حفظه ورعايته، وملائكته يحفظون عباده بأمره -سبحانه وتعالى- كما قال تعالى: لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ {الرعد:11}، قال أهل التفسير: يحفظونه بأمر الله، وقال ابن رجب الحنبلي في جامع العلوم والحكم: "قال ابن عباس: هم الملائكة يحفظونه بأمر الله فإذا جاء القدر خلوا عنه.. وقال مجاهد: ما من عبد إلا وله ملك يحفظه في نومه ويقظته من الجن والإنس والهوام، فما من شيء يأتيه إلا قال له وراءك إلا شيئا أذن الله فيه فيصيبه". والأفضل في الدعاء عند التوديع أن يكون بما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يودع به أصحابه؛ فيقول: «أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ دِينَكَ وَأَمَانَتَكَ وَخَوَاتِيمَ عَمَلِكَ». رواه أبو داود، والترمذي، وصححه الألباني. وفي سنن الدارمي عنْ أَنَسِ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، إِنِّي أُرِيدُ السَّفَرَ. فَأَخَذَ بِيَدِهِ، فَقَالَ لَهُ: «فِي حِفْظِ اللَّهِ، وَفِي كَنَفِهِ، زَوَّدَكَ اللَّهُ التَّقْوَى، وَغَفَرَ لَكَ ذَنْبَكَ، وَوَجَّهَكَ لِلْخَيْرِ أَيْنَمَا تَوَجَّهْتَ». وإسناده جيد كما قال حسين أسد في تحقيق سنن الدارمي.
والله أعلم.