الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ريب في أن الوسواس قد بلغ منك مبلغا عظيما، ولا بد لك من أن تجاهد نفسك في التخلص من هذه الوساوس والإعراض عنها، فمهما عرض لك الوسواس في هذا الباب خاصة، وفي غيره من الأبواب فاطرحه عن نفسك ولا تلتفت إليه، حتى يشفيك الله تعالى، واعلم أنك بحمد الله على الملة، وأنك لا تخرج منها بمجرد هذه الوساوس، ولا بمجرد سماع كلام المستهزئين ولا غيرهم، فمن ثبت إسلامه بيقين فلا يزول إلا بيقين؛ إذ الأصل بقاء ما كان على ما كان, فلا يكفر المسلم إلا إذا أتى بقول، أو بفعل، أو اعتقاد دل الكتاب والسنة على كونه كفرًا أكبر مخرجًا من ملة الإسلام، أو أجمع العلماء على أنه كفر أكبر, ومع ذلك فلا يحكم بكفر المعين إلا إذا توفرت فيه شروط التكفير، وانتفت عنه موانعه، ومن ذلك أن يكون بالغًا، عاقلًا، مختارًا، والواجب عند سماع المنكر إنكاره باللسان عند الاستطاعة، فإن عجزت فأنكره بقلبك وفارق المكان، وبما أنك موسوس فننصحك بعدم الكلام مع الناس في هذه الأمور حتي لا تنكر ما ليس منكرا بسبب وساوسك.
والله أعلم.