الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فالجملة المشار إليها ربما يفهم منها العتب على فاعل تلك السنة، من حيث أنه اقتصر عليها دون غيرها، وأنه ينبغي أن يحرص عليها وعلى غيرها من السنن، وهذا العتب لا حرج فيه، ولعله من التواصي بالحق والترغيب في الخير.
وربما يفهم منها أن المعاتِب في نفسه شيء من تلك السنة، ويلوم فاعلها مبينا له أنه لو كان حريصا على السنة لفعل غيرها ولم يقتصر عليها، كأن يقول الحليق للملتحي المتأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم معاتبا: خلاص ما بقي لك من السنن إلا هذه؟!! وهذا النوع من العتب فيه تخذيل عما جاء به الشرع، وتثبيط عن فعله، فلا ينبغي؛ إذ التثبيط عن فعل الخير والتخذيل عنه من فعل شياطين الجن والإنس.
والله تعالى أعلم.