الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإنه يباح للخاطب أن ينظر من مخطوبته إلى ما يدعوه إلى نكاحها، وذلك لحديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا خطب أحدكم المرأة فإن استطاع أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل. قال: فخطبت جارية فكنت أتخبأ لها حتى رأيت منها ما دعاني إلى نكاحها وتزوجها فتزوجتها. أخرجه أبو داود وحسنه الألباني.
فإن رضيها، فيحرم عليه النظر بعد ذلك، ويجوز أن يجلس معها ليعرف رجاحة عقلها وأسلوبها، لكن بشرط وجود محرم من محارمها، لأنه لا تجوز الخلوة بها، لما في ذلك من فتنة وذريعة إلى الوقوع في حبائل الشيطان، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان أخرجه الترمذي وصححه الألباني.
ولا ينبغي أن تخرج معها لتمشيا لأداء الصلاة، لأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، فما يزال بالمرء يجره إلى حبائله وشباكه خطوة خطوة، حتى يوقعه في غضب الله وسخطه.
والله أعلم.