الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد تكلم العلماء في هذه المسألة؛ فزعم بعضهم أن الذي يحيض من الحيوان أربع فقط، وزاد بعضهم على ذلك، وزعم بعضهم أن كل ذات أربع تحيض، قال النووي: قال الجاحظ في كتاب الحيوان: والذي يحيض من الْحَيَوَانِ أَرْبَعٌ: الْمَرْأَةُ، وَالْأَرْنَبُ، وَالضَّبُعُ، وَالْخُفَّاشُ، وَحَيْضُ الْأَرْنَبِ وَالضَّبُعِ مَشْهُورٌ فِي أَشْعَارِ الْعَرَبِ. انتهى. وقال الجاحظ في الحيوان: والناس يتقزّزون من الأرانب والضّباع؛ لمكان الحيض. وقد زعم صاحب المنطق أنّ ذوات الأربع كلّها تحيض، على اختلاف في القلّة والكثرة، والزّمان، والحمرة والصفرة، والرقّة والغلظ. انتهى.
وقال في حياة الحيوان: الذي يحيض من الحيوان أربعة: المرأة، والضبع، والخفاش، والأرنب. ويقال: إن الكلبة أيضا كذلك.
روى أبو داود في سننه من حديث جابر بن الحويرث عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الأرنب: «إنها تحيض» . وجابر بن الحويرث، قال ابن معين: لا أعرفه، وذكره ابن حبان في الثقات، ولا يعرف له إلا هذا الحديث. انتهى. والذي في سنن أبي داود من طريق خالد بن الحويرث. والحديث ضعفه الألباني.
والله أعلم.