الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فيجوز لمن وقع عليه السب، أن يرد على السابّ بمثل ما سبّه؛ لقوله تعالى: فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ {البقرة: 194}. قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى الكبرى: وكذلك له أن يسبه كما يسبه، مثل أن يلعنه كما يلعنه، أو يقول: قبحك الله، فيقول: قبحك الله، أو أخزاك الله، فيقول له: أخزاك الله، أو يقول: يا كلب، يا خنزير، فيقول: يا كلب، يا خنزير. فأما إذا كان محرم الجنس مثل تكفيره، أو الكذب عليه، لم يكن له أن يكفره، ولا يكذب عليه. انتهى.
هذا، والعفو، وعدم مقابلة السيئة بالسيئة أفضل. وانظر الفتاوى أرقام: 211051، 212761، 255238
أما بخصوص الرد على من استهزأ بالدين، فلا يرد عليه بمثله؛ لأن الساب إن كان محسوبا على المسلمين، فالرد عليه بذلك يكون سبا لدين الإسلام. وإن كان الساب لا يدين بالإسلام أصلا، فقد يستعديه الرد إلى مزيد من سب الإسلام، وإنما ينصح، ويبين له الحق إن كان جاهلا، وإلا رفع أمره إلى القضاء إن كان مجديا، مع الرد على ما قد يثيره من شبهات، وافتراءات. وراجع الفتويين: 216637، 117038 وما أحيل عليه فيهما.
والله أعلم.