الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالواجب: الحذر من مثل هذه الصفحات المسمومة، ولا ينبغي أن يتصدى لرد شبهات هؤلاء، وبيان ضلالاتهم، ومجادلتهم، إلا من أوتي حظا من العلم يحول بينه وبين التأثر بشبههم، وذلك لأن القلوب ضعيفة، والشبه خطافة؛ كما قال السلف.
فمن لم يكن متأهلا للكلام مع هؤلاء المبطلين فليتجنب النظر فيما يوردونه، وليحذر على نفسه الفتنة؛ فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر من سمع بالدجال في أرض بأن ينأى عنه، ولا يعرض نفسه للفتنة، وأما من كان متأهلا لمناقشتهم، فليبين لهم بالحكمة، والموعظة الحسنة، أننا جميعا عبيد لله تعالى، وكما أنه هو الخالق وحده؛ فإن له الأمر وحده، كما قال تعالى: أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ {الأعراف:54}. فليس للعباد أن يحكموا بغير شريعته سبحانه وتعالى، وليبين لهم مزايا الشريعة المطهرة، وما اشتملت عليه من المصالح للعباد في دنياهم وآخرتهم، وليبين لهم وجوب التزام شرع الله، وأن من ابتغى غير حكم الله، واستحل التحاكم إلى غير شريعته، فقد خرج من ملة الإسلام؛ كما قال الله تعالى: أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ {المائدة:50}، وقال تعالى: أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ {يوسف:40}، وانظر الفتوى رقم: 194605 لبيان كيفية دعوة العلمانيين، وننصح بمراجعة كتاب العلمانية للدكتور/ سفر الحوالي؛ فإنه معين في التصدي لأفكار العلمانيين وشبهاتهم.
والله أعلم.