الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ذكر بعض أهل العلم الحكمة في هذا الحذف، وهي: أن المراد هنا الطاعة للأمر الخاص باللحاق بجيش قريش في حمراء الأسد بعد الانصراف من أحد، فهي استجابة لدعوة معينة، بخلاف آية الأنفال: لله وللرسول، قال ابن عاشور في التحرير والتنوير: وإعادة حرف (كذا بالأصل، ولعل الصواب: وإعادة الحرف: أي: اللام) بعد واو العطف في قوله: وللرسول للإشارة إلى استقلال المجرور بالتعلق بفعل الاستجابة، تنبيها على أن استجابة الرسول صلى الله عليه وسلم أعم من استجابة؛ الله لأن الاستجابة لله لا تكون إلا بمعنى المجاز وهو الطاعة، بخلاف الاستجابة للرسول عليه الصلاة والسلام فإنها بالمعنى الأعم الشامل للحقيقة وهو استجابة ندائه، وللمجاز وهو الطاعة، فأريد أمرهم بالاستجابة للرسول بالمعنيين كلما صدرت منه دعوة تقتضي أحدهما، ألا ترى أنه لم يعد ذكر اللام في الموقع الذي كانت فيه الاستجابة لله والرسول صلى الله عليه وسلم بمعنى واحد، وهو الطاعة، وذلك قوله تعالى: الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح [آل عمران: 172] فإنها الطاعة للأمر باللحاق بجيش قريش في حمراء الأسد بعد الانصراف من أحد، فهي استجابة لدعوة معينة. انتهى.
والله أعلم.