الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ريب أن حقّ الأم على ولدها عظيم، وبرّها وطاعتها في المعروف من أوجب الواجبات، ومن أعظم القربات، لكنّ طاعة الوالدين لا تكون في معصية، ولا فيما يضر الولد، وانظري حدود طاعة الوالدين في الفتوى رقم: 76303.
واعلمي أن تشقير الحواجب ليس محرماً، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 120591، ولبس الملابس القصيرة أمام النساء جائز إذا كانت الملابس تستر ما بين السرة إلى الركبة، وراجعي الفتوى رقم: 37986.
وعليه؛ فبإمكانك طاعة أمّك دون الوقوع في الإثم، وعلى أية حال؛ فإن عليك برّها، والإحسان إليها، ولا يجوز لك الإساءة إليها بقول أو فعل، بل الواجب عليك مخاطبتها بالأدب, والرفق, والتواضع, والتوقير، ولا يجوز لك زجرها, وإغلاظ القول لها، قال تعالى: " .. فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّي ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا " {الإسراء:24،23}.
قال القرطبي: "(وقل لهما قولا كريما) أي: لينا لطيفا، مثل: يا أبتاه، ويا أمّاه، من غير أن يسميهما ويكنيهما. قال عطاء، وقال ابن البداح التجيبي: قلت لسعيد بن المسيب: كل ما في القرآن من بر الوالدين قد عرفته إلا قوله: وقل لهما قولا كريما، ما هذا القول الكريم؟ قال ابن المسيب: قول العبد المذنب للسيد الفظ الغليظ ." الجامع لأحكام القرآن - (10 / 243).
والله أعلم.