الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأولياء الله تعالى هم المؤمنون الأتقياء كما أخبر عن ذلك المولى تعالى في كتابه حيث قال: أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ {يونس:62/63}، وما ذكرت من صفات في هذه المرأة تدل على أنها أبعد ما تكون من ولاية الله، وأفعالها هذه أقرب إلى دجل من ينتسبون إلى الصوفية، ويختلط عندهم الحق بالباطل، أو يلبسون على الناس بالخلط بينهما، ويدعون معرفة شيء من الغيب، وحتى يخدعوا البسطاء يزعمون أن القرآن سبيلهم في ذلك، فأمثال هؤلاء حذر الشرع منهم، قال الله سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ {التوبة:34}، والأحبار هم العلماء والرهبان هم العباد.
والكرامات وهي من خوارق العادات، ثابتة في أصل الشرع، وهي تكون لأهل الاستقامة على طاعة الله، وأما أهل الفسق والفجور فإن وقع لهم شيء من خوارق العادات فهو من باب الاستدراج، وقد فصلنا القول فيها في الفتوى رقم: 32634.
ومما يدل على كذب هذه المرأة زعمها أنها ترى النبي صلى الله عليه وسلم وتجلس معه، وأنها ترى أرواح آل البيت والأولياء... إلى آخر خزعبلاتها، فإن وقع لها شيء من ذلك فعلا فإن هذا من ألاعيب الشيطان بها وخداعه لها، وليست من الكرامة في شيء. وانظري الفتوى رقم: 18881. هذا مع العلم بأن رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة غير ممكنة حسب ما ذكره المحققون من أهل العلم، وسبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 9991.
وقد أحسنت بصبرك على أذاها، ومن الطيب أن يكون بينك وبين زوجك تفهم للأمر، فوصيتنا لكما بالمزيد من الصبر، والدعاء لها ولابنتها بالهداية والتوبة والصلاح، ونوصيك أنت خاصة بدعاء مهم كان يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم لرد كيد عدوه، ففي مسند أحمد وسنن أبي داود عن عبد الله بن قيس الأشعري ـ رضي الله عنه ـ أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان إذا خاف قوما قال: اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم.
والله أعلم.