الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كانت أمك يصدر منها أي أذى أو تقصير تجاه هذه الفتاة بالغيبة أو السخرية ونحو ذلك، فهي ظالمة لها، فإن لم تتب أمك إلى الله تعالى التوبة النصوح فإنها على خطر عظيم، فالظلم عاقبته وخيمة في الدنيا والآخرة، وراجعي في التوبة من حقوق العباد الفتوى رقم: 127747.
والأصل أن المسلم لا يؤاخذ بجريرة غيره، قال تعالى: وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ {الأنعام:164}، فلا يلزم أن يصيبكم شيء بسبب ظلم أمكم لهذه الفتاة، وإعراض الخطاب لا يلزم أن يكون من هذا الباب، فقد يكون مجرد ابتلاء، فاحذري هذه الوساوس، وأقدمي على الزواج، فهو من الخير، وفيه كثير من مصالح الدنيا والآخرة.
والله أعلم.