الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بلغ منك الوسواس كل مبلغ، وصرت بسببه إلى حد يرثى له، نسأل الله لك العافية، ولا علاج لما تعانين منه سوى الإعراض عن هذه الوساوس كلها، وعدم الالتفات إلى شيء منها، فهذا الصابون الذي غسلت به جسمك لا يحكم بنجاسته إلا إذا تيقنت يقينا جازما تستطيعين أن تحلفي عليه أنه قد خالطته النجاسة، ثم إنك قد غسلت مقعد الحمام غير مرة، فعلى فرض أن الصابون كان متنجسا فقد تطهر المقعد بغسله بعد ذلك، فدعي عنك هذه الأفكار وتلك الأوهام واعلمي أنها من كيد الشيطان لك وتلاعبه بك، فالأصل أنه لا الصابون كان نجسا ولا المقعد محتاج إلى تطهير أصلا، وعلى تقدير تنجسه فقد تطهر بغسله، ثم إن هذه النجاسة من اليسير الذي يعفى عنه عند عامة العلماء، وانظري الفتوى رقم: 134899، فليس ثم ما يوجب هذا العناء البتة وإنما هي وساوس من الشيطان وتلبيسات منه عليك يريد بها أن ينغص عيشك ويفسد حياتك، فإياك وهذه الوساوس، وليس لك من علاج سوى تجاهلها وعدم الالتفات إليها ، فدعي عنك هذه الأفكار وعيشي حياتك بصورة طبيعية تماما غير مكترثة بهذا كله، وانظري لبيان كيفية علاج الوساوس الفتوى رقم: 51601، وإذا اختلف العلماء في مسألة فلا حرج عليك في الأخذ بالقول الأيسر كما ذكرنا ذلك في الفتوى رقم: 181305، ونوصيك بمراجعة أحد الأطباء الثقات كما يمكنك مراجعة قسم الاستشارات بموقعنا.
والله أعلم.