الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فدعي عنك الوساوس ولا تعيريها اهتماما، والشعور بخروج قطرات البول لا تلتفتي إليه إلا إن تيقنت خروجها يقينا جازما تستطيعين أن تحلفي عليه فإنك تفعلين ما بيناه في الفتوى رقم: 159941، وأما النجاسات فاعلمي أن الأصل في الأشياء الطهارة فلا تحكمي بتنجس شيء إلا بيقين جازم تستطيعين أن تحلفي عليه، ولمعرفة الفرق بين النجاسة الحكمية والعينية وكيفية تطهير كل منهما انظري الفتوى رقم: 255730، ولمعرفة الأعيان النجسة انظري الفتوى رقم: 67504، وإن كان الوسواس قد بلغ منك هذا المبلغ فيسعك الأخذ بما رخص فيه بعض الفقهاء ولا يكون ذلك من الترخص المذموم، وانظري الفتوى رقم: 181305، فيمكنك العمل بقول من يرى أن اجتناب النجاسة سنة غير واجب ريثما يعافيك الله تعالى من هذا الداء، وأما انتقال النجاسة فمتى شككت فيه فالأصل عدم انتقالها، ولا تحكمي بانتقالها إلا بيقين جازم تستطيعين أن تحلفي عليه، وانظري الفتوى رقم: 128341، ولبيان حالات انتقال النجاسة من جسم لآخر تنظر الفتوى رقم: 117811، وإذا لمست شيئا نجسا وأنت متوضئة لم تبطل طهارتك بذلك، والنجاسات المعفو عنها قد بيناها في الفتوى رقم: 134899، وأما قطع الشك باليقين فمعناه ترك المشكوك فيه وعدم الالتفات إليه، والأخذ بما يتيقنه الشخص، فإذا شككت هل خرج منك نجاسة أو لا فالأصل عدم خروجها، فهذا يقين تستصحبينه حتى يحصل لك اليقين بالعكس، وإذا شككت في عين هل هي طاهرة أو نجسة فالأصل طهارتها، وإذا شككت هل تنجس موضع معين أو لا فالأصل عدم تنجسه وهكذا، فدعي عنك هذه الوساوس ولا تعيريها اهتماما حتى يمن الله عليك بالعافية.
والله أعلم.