الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز لزوجك ما يفعله من الحيلة والخداع، ليأكل به أموال الناس بالباطل، فليتق الله، وليكف, وليعلم أنه يأتي محرَّمًا, ويأكل ما ليس له بحق؛ قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ {النساء:29}.
كما حذر صلوات الله وسلامه عليه من الغش والخديعة, فقال: من غشنا فليس منا. وفي رواية: من غش فليس منا. رواه مسلم. وقال صلى الله عليه وسلم: المكر والخديعة والخيانة في النار. رواه الحاكم, وصححه الألباني.
ثم إن المسلم بحكم إقامته في تلك الديار ملزم شرعًا باحترام ما لا يتعارض مع الشرع من قوانينهم, التي يسيرون بها حياتهم، وحياة من يقيم معهم، فلا يجوز للشخص مخالفتها؛ لأن من شروط منحهم الإقامة للشخص: أن يحترم القانون المعمول به في البلد، وقد أمر الله بالوفاء بالعقود، فقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ {المائدة: 1} وقال صلى الله عليه وسلم: المسلمون على شروطهم. رواه أبو داود, وصححه الألباني.
وبالتالي؛ فلا يجوز للمسلم الإقدام على خديعتهم, وتناول أموالهم بالباطل, وليطلب الرزق الحلال بوسائله المشروعة، وسبله المباحة، ولا يحملنه استبطاء الرزق وشح الوظائف أن يطلب ذلك بمعصية الله، فالأرزاق مكتوبة، لا يعجلها الكسب الحرام، ومن ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه، ففي الحديث: إن روح القدس نفث في روعي: أن نفسًا لن تموت حتى تستكمل أجلها, وتستوعب رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحملنّ أحدَكم استبطاءُ الرزق أن يطلبه بمعصية الله، فإن الله لا ينال ما عنده إلا بطاعته. رواه أبو نعيم في الحلية, وصححه الألباني.
وفي الحديث أيضًا: إنك لن تدع شيئاً لله -عز وجل- إلا بدلك الله به ما هو خير لك منه. رواه الإمام أحمد, وصححه الأرناؤوط, والألباني.
والله أعلم.