الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يغفر لك ذنبك، وأن يلهمك رشدك، ويشرح لك صدرك، ويقيك شر نفسك. فإنه لا شيء عند العاقل أغلى وأنفس من دينه وإيمانه، فليحرص عليه, ويحفظه, ويسعى في تقويته وتزكيته. فاجتهد ـ يرحمك الله ـ في دفع هذه الوساوس عن نفسك، وعالجها بما يضادها من الحق المبين، من كلام الله تعالى، وكتابه الحكيم، فتدبَّر القرآن الكريم, وأدمن تلاوته, وتفهم آياته، مع كثرة ذكر الله تعالى، والإلحاح عليه في الدعاء؛ فإن ذلك يعصمك بفضل الله من نزغات الشيطان وشركه.
ثم عليك بقراءة الكتب المتخصصة في دحض دعاوى الإلحاد, وتفنيد شبهاته، ككتاب: (الفيزياء ووجود الخالق) للدكتور/ جعفر شيخ إدريس, وكتاب (الله يتجلى في عصر العلم) ترجمة الدكتور/ الدمرداش عبد المجيد سرحان, وكتاب (الإسلام يتحدى) للأستاذ/ وحيد الدين خان، وكتاب (صراع مع الملاحدة حتى العظم) للشيخ/ عبد الرحمن الميداني. فإنك ستجد في هذه الكتب من الأدلة العلمية والواقعية ما يثلج صدرك, ويزيل عنك شكك.
ثم إننا ننبه على ضرورة التفريق بين الشك في الله تعالى، وبين الوسوسة؛ فقد يطرأ في نفس الإنسان نوع وسوسة يظنه شكًّا، وهو ليس كذلك، بل يكون في داخله مصدقًا مؤمنًا، وقد سبق لنا بيان الفرق بين الشك والوسوسة في الفتوى رقم: 120582. وراجع للفائدة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 22081، 22279، 33504، 36191، 52377.
والله أعلم.