الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلعل منشأ هذا الغم هو خوفك من الخطأ وحرصك على أن تسمعي على الوجه المطلوب، وحينئذ فعلاج هذا الشعور هو أن تقوي ثقتك بقدراتك مع التوكل على الله تعالى، وإحسان الظن به، واستحضار أنه سبحانه سيعينك على حفظ كلامه، فإنه لا معين للعبد غيره سبحانه، واعلمي أن الخطب يسير فلا يضرك لو أخطأت بعض الأخطاء، على أنك لو استعنت بالله واجتهدت في المراجعة فسيزول ذلك الشعور عنك ويتبدل بالرغبة في التسميع والنشاط له بإذن الله، وقد يكون هذا الذي تشعرين به من تلبيس الشيطان عليك ووسوسته لك، فعلاجه أن تتعوذي بالله من الشيطان، وأن تقبلي على شأنك، ولا تمكني الشيطان من نيل مراده منك، فلا تدعي التحفيظ فإن ذلك استجابة لوسوسة الشيطان، ولكن جاهدي نفسك واجتهدي في الدعاء واستعيني بالله تعالى، نسأله سبحانه لنا ولك التوفيق والإعانة.
والله أعلم.