الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فوالدتك التي ذكرت أنها قد ندمت مما كانت عليه، وكانت تكثر من الاستغفار والأعمال الصالحة، وكانت كلمة التوحيد آخر كلامها، المرجو من فضل الله ورحمته أن يغفر الله لها، ويجعلها ممن ختم لهم بالحسنى، فقد قال الله تعالى: فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ {المائدة:39}، وقال تعالى: كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ {الأنعام:54}،
وعن حميد الطويل قال: قلت لأنس بن مالك: أقال النبي صلى الله عليه وسلم : الندم توبة ؟ قال : نعم. رواه ابن حبان في صحيحه، وصح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: التائب من الذنب كمن لا ذنب له، رواه ابن ماجه وغيره.
و في حديث مسلم: إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها.
وفي حديث الترمذي: إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر.
وفي الحديث القدسي: يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة. رواه الترمذي.
والله أعلم.