الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيرًا على إعجابك بموقعنا، ونسأل الله أن يثيبك خيرًا في حرصك على صلة الرحم, والإحسان إلى الأقارب, وتفقد أحوالهم، فالله لا يضيع أجر المحسنين، وصنائع المعروف تقي مصارع السوء.
ولا يخفى عليك أن الإسلام قد وضع حدودًا في تعامل المرأة مع الأجنبي عنها من الرجال، قريبًا كان أم غريبًا، بل وشدد في حق الأول أكثر من تشديده في حق الآخر، سدًّا للذريعة, ومنعا لأسباب الفتنة. ويمكنك مطالعة بعض النصوص بهذا الخصوص في الفتوى رقم: 74797، والفتوى رقم: 93537.
ومن هنا تعلمين: أن توسعك في الكلام مع الأجانب من أقاربك إلى درجة المزاح, أمر لا يجوز، سواء بالمحادثة المباشرة أو بالكتابة، فالكتابة قد تكون سبيلًا للفتنة, كما المحادثة.
ولكن مجرد الكتابة ليست خلوة، فقد عرف العلماء الخلوة بأنها: اجتماع لا تؤمن معه ريبة. والمقصود هنا: اجتماع الأجساد، ولذلك قال الفقهاء: إنها تنتفي بوجود حائل، جاء في حاشية ابن عابدين: والذي تحصل من هذا: أن الخلوة المحرمة تنتفي بالحائل....اهـ. وهذا لا ينفي كون الكتابة ذريعة للفتنة، كما أسلفنا القول في ذلك.
والله أعلم.