الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالزواج نوع من الرزق، وسيأتي المسلم ما كتب له منه، وانظري الفتوى رقم: 117071، ولكن هذا لا يعني أن يترك المسلم الأسباب، بل عليه أن يفعل الأسباب ويفوض أمره إلى الله، كما في الحديث الذي رواه مسلم عن أبى هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز... الحديث.
والدعاء من أعظم هذه الأسباب، ولا حرج عليك في الدعاء بتعجيل الزواج وغيره من خير الدنيا والآخرة، روى أحمد وابن ماجه
وصححه الألباني عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمها هذا الدعاء: اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم... الحديث. وهذا لا ينافي ما ورد من النهي عن تعجل الإجابة، فذلك تعجل مخصوص بينه الحديث، نعني الحديث الذي رواه مسلم عن أبى هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، ما لم يستعجل قيل يا رسول الله ما الاستعجال؟ قال: يقول: قد دعوت، وقد دعوت، فلم أر يستجب لي فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء. أي تعجلا يؤدي إلى اليأس والانقطاع عن الدعاء.
ولا يوجد دعاء أو ذكر خاص بالزواج فيما نعلم، ولكن يدعو المسلم بما يتيسر له مما يناسب المقام، ونرجو مراجعة الفتوى رقم: 3570، ففيها بعض هذه الأدعية، وننبه إلى أنه يجوز للزوجة شرعا البحث عن الأزواج وعرض نفسها على من ترغب في زواجه منها من الصالحين، بشرط أن تراعي الآداب الشرعية، وراجعي الفتوى رقم 18430.
والله أعلم.