الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما كانت أمّك تفعله من لعنك فهو غير جائز، وانظر الفتوى رقم: 35538.
وأما عن أثر هذا اللعن: فما دام بغير حقّ فلا يلحقك؛ فعن أبي الدَّرْدَاءِ -رضي الله عنه- يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا لَعَنَ شَيْئًا صَعِدَتِ اللَّعْنَةُ إِلَى السَّمَاءِ، فَتُغْلَقُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ دُونَهَا، ثُمَّ تَهْبِطُ إِلَى الْأَرْضِ، فَتُغْلَقُ أَبْوَابُهَا دُونَهَا، ثُمَّ تَأْخُذُ يَمِينًا وَشِمَالًا، فَإِذَا لَمْ تَجِدْ مَسَاغًا رَجَعَتْ إِلَى الَّذِي لُعِنَ، فَإِنْ كَانَ لِذَلِكَ أَهْلًا، وَإِلَّا رَجَعَتْ إِلَى قَائِلِهَا.» سنن أبي داود (4/ 277)
وعمومًا: فإنّ دعاء الوالدين على الولد بغير حقّ لا يستجاب، قال ابن علان -رحمه الله-: "(ودعوة الوالد على والده) أي: إذا ظلمه ولو بعقوقه" دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين - (6 / 301)
وقال المناوي -رحمه الله-: "وما ذكر في الوالد محله في والد ساخط على ولده لنحو عقوق" التيسير بشرح الجامع الصغير ـ للمناوي - (1 / 950)
وعليه؛ فلا يلزم أن يكون هذا اللعن سببًا فيما تجده في حياتك من قلة التوفيق، لكن على أية حال؛ فإنه إذا نزلت المصائب على العبد أو شعر بعدم التوفيق في بعض الأمور، فعليه أن يتهمّ نفسه، ويراجع حاله مع الله، فإنّه لم ينزل بلاء إلا بذنب، ولم يكشف إلا بتوبة؛ قال ابن القيم: "ومن عقوبات الذنوب: إنها تزيل النعم، وتحل النقم، فما زالت عن العبد نعمة إلا لسبب ذنب، ولا حلت به نقمة إلا بذنب" الجواب الكافي - (1 / 49)
فعليك مراجعة نفسك، وتجديد التوبة من كل الذنوب، والحرص على أداء الفرائض، واجتناب المعاصي الظاهرة والباطنة، وأكثر من الذكر والدعاء فإن الله قريب مجيب.
والله أعلم.