الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالزوج مأمور شرعًا بأن يحسن عشرة زوجته، وأن يسود بينهما الاحترام، والتفاهم, والتعاون على أمور الحياة الزوجية، قال تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ {النساء:19}، قال الكاساني في بدائع الصنائع: قيل: هي المعاشرة بالفضل والإحسان قولا وفعلا وخلقا. قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي. وقيل المعاشرة بالمعروف: هي أن يعاملها بما لو فعل بك مثل ذلك لم تنكره، بل تعرفه، وتقبله، وترضى به... اهـ.
فما ذكرته عن زوجك في التعامل معك - إن صح عنه - يتنافى تمامًا مع حسن العشرة، فمثله ينبغي أن ينصح في ذلك بالحسنى والكلمة الطيبة.
ولا شك في أن الشرع قد جعل للزوج القوامة على زوجته؛ كما في قول الله -عز وجل-: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ {النساء:34}، وبناء على هذا؛ يجب على الزوجة أن تطيع زوجها في المعروف، فإذا منعك من الخروج ولو مع أهلك، وجب عليك طاعته، فقد نص الفقهاء على أن طاعته واجبة في هذه الحالة كذلك، وانظري الفتوى رقم: 232021. وكذلك الحال يجب عليك طاعته إن منعك الخروج بمفردك مع السائق، ومثل هذا الخروج ممنوع أصلا ولو لم يمنع منه الزوج، فإنه من الخلوة المحرمة؛ كما أوضحناه في الفتوى رقم: 4091. وعلى الزوجة أن تصبر على ما يكون منه من حمق وعناد، وتدعو له بالخير والصلاح، فإن تحدي المرأة للزوج ربما أدى إلى الشقاق وبالتالي؛ الفراق والطلاق، وربما تضيع الأسرة بسبب ذلك.
وننبه إلى أنه لا ينبغي للزوج أن يستغل ما منحه الله تعالى من القوامة على الزوجة ليتسلط بها عليها، ويوقعها في شيء من الحرج، فإن هذه القوامة قوامة ترتيب وتدبير، لا قوامة قهر وتسلط، كما أسلفنا القول في ذلك في الفتويين: 16032، 18814.
ونؤكد على ما ذكرناه أولا من أهمية التفاهم بين الزوجين، والتشاور في أمور الزوجية، وسلوك ما هو أصلح، فإن هذا مما تقوى به العشرة، وتكتسب به المودة، وتسعد به الأسرة، فينعكس ذلك إيجابا على تربية الأبناء وحسن نشأتهم.
والله أعلم.