الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بينا في جملة من فتاوانا حرمة ذلك بناء على القول الراجح في لزوم حفظ حقوق الملكية الفكرية للأفراد والمؤسسات، كما في الفتويين: 235315، 157581. ومن أفتاه من يثق بعلمه وورعه، فلا حرج عليه في تقليده، لكن لا يجوز الانتقاء من أقوال أهل العلم للهوى، والتخير منها للترخص فحسب، حيث عد بعض أهل العلم - منهم: أبو إسحاق المروزي، وابن القيم - من يفعل ذلك فاسقًا، وقد خطأ العلماء من يسلك هذا الطريق، وهو: تتبع الرخص والسقطات.
قال الشاطبي -رحمه الله-: "لا يتخير، لأن في التخير إسقاط التكليف، ومتى خيرنا المقلدين في اتباع مذاهب العلماء، لم يبق لهم مرجع إلا اتباع الشهوات والهوى في الاختيار، ولأن مبنى الشريعة على قول واحد، وهو حكم الله في ذلك الأمر، وذلك قياسًا على المفتي، فإنه لا يحل له أن يأخذ بأي رأيين مختلفين دون النظر في الترجيح إجماعًا، وترجيحه يكون كما تقدم، وذهب بعضهم إلى أن الترجيح يكون بالأشد احتياطًا".
والله أعلم.