الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليس تحريم تناول بيض النسر والتمساح لكونه متساوي الطرفين، وإنما العلة: أن ما لا يؤكل لحمه لا يؤكل بيضه لنجاسته، وليس في المسألة حديث نعلمه.
قال في أسني المطالب شرح روض الطالب: ( وَفِي ) حِلِّ أَكْلِ ( بَيْضِ مَا لا يُؤْكَلُ تَرَدُّدٌ ) هَذَا مِنْ زِيَادَتِهِ، وَقَوْلُهُ: تَرَدُّدٌ، أَيْ: خِلافٌ. قِيلَ: مَبْنِيٌّ عَلَى طَهَارَتِهِ، قَالَ فِي الْمَجْمُوعِ: وَإِذَا قُلْنَا بِطَهَارَتِهِ حَلَّ أَكْلُهُ بِلا خِلافٍ; لأَنَّهُ طَاهِرٌ غَيْرُ مُسْتَقْذَرٍ بِخِلافِ الْمَنِيِّ، قَالَ الْبُلْقِينِيُّ: وَهُوَ مُخَالِفٌ لِنَصِّ الأُمِّ، وَالنِّهَايَةِ، وَالتَّتِمَّةِ، وَالْبَحْرِ، عَلَى مَنْعِ أَكْلِهِ, وَإِنْ قُلْنَا بِطَهَارَتِهِ قَالَ: وَلَيْسَ فِي كُتُبِ الْمَذْهَبِ مَا يُخَالِفُهُ. انتهى.
وقال في مطالب أولي النهى في شرح غاية المنتهى: (وَعَرَقٌ وَرِيقٍ لِغَيْرِ طَاهِرٍ) نَجِسٌ (وَبَيْضٌ وَقَيْءٌ وَوَدْيٌ) لِغَيْرِ مَأْكُولٍ نَجِسٌ. انتهى.
وقال الشيخ/ ابن جبرين -رحمه الله- في شرح أخصر المختصرات: بيض ما لا يؤكل، كبيض النسور، وبيض الغراب، والحدأة، وما أشبهها، وكذلك بولها وروثها، وكل ما ليس بمأكول اللحم، يعتبر نجسا. انتهى.
وللفائدة يرجى مراجعة هذه الفتوى برقم: 192733.
والله أعلم.