الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما دمت صادقة فيما تحلفين عليه لزوجك فلا يقع عليك طلاق ولا تحريم، وأما دعاؤك على نفسك بأن يحرمك الله الجنة إن كنت خنتيه، فهو قول منكر ينبغي عليك ألا تعودي لمثله، وهو ليس بيمين، وإنما هو دعاء على النفس، ففي الأصل المعروف بالمبسوط للشيباني: وَإِذا قَالَ الرجل عذبه الله أَو أدخلهُ النَّار أَو حرمه الله الْجنَّة فَلَيْسَ فِي شَيْء مِنْهَا كَفَّارَة وَلَا يَمِين إِنَّمَا هَذَا دُعَاء على نَفسه.
وفي المدونة: قُلْتُ: أَرَأَيْتَ إنْ قَالَ: أَحْرَمَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ وَأَدْخَلَهُ النَّارَ إنْ فَعَلَ كَذَا وَكَذَا أَيَكُونُ هَذَا يَمِينًا فِي قَوْلِ مَالِكٍ؟ قَالَ: لَا يَكُونُ هَذَا يَمِينًا.
وعلى زوجك أن يتقي الله ويحسن الظنّ بك ولا يتهمك بالسوء دون مسوّغ، ولا يجوز له تتبع عثراتك ومطالبتك بالإقرار بمعاصيك، بل ينبغي عليك إذا كنت وقعت في معصية ثم تبت منها أن تستري على نفسك ولا تخبري بها زوجك ولا غيره، وانظري الفتوى رقم: 224257.
والله أعلم.