الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد صدق الأخ السائل في وصفه لمشكلته بأنها مشكلة عقلية نفسية! فإن شكه لم يقتصر على الغيبيات، بل تعداه إلى مرحلة الشك في وجوده هو نفسه في هذه الحياة، وفي كل شيء تقريبًا على حد وصفه، حتى ما يشك فيه من أمور الغيب كالإيمان بالله تعالى ليس لكونه غيبًا، وإنما بسبب مرض الشك ذاته، وإلا فكيف نفسر قول السائل: "حتى لو كشف رب العالمين الحجاب وأرى نفسه للناس أظل أشك بوجوده !!!".
والمقصود: أن مشكلته ليس متعلقة بالغيبيات أو أمور الإيمان، وإنما هي مشكلة مرضية تحتاج إلى مجاهدة، ومتابعة طبية، وبرهان ذلك: أن الأدوية المضادة للاكتئاب التي تابعها السائل في الماضي وصلت به إلى حد مقبول من الشفاء، ولكنه أخطأ وأوقفها دون استشارة الطبيب.
والذي نريد لفت النظر إليه: أن مجرد البحث عن أدلة أو براهين علمية لا يكفي وحده، بل لا بد من معالجة أصل الداء، وهو: الشك المرضي، وراجع للفائدة الفتوى رقم: 132018.
ولذا؛ فإننا ننصحك بمراجعة طبيب نفسي مختص، ويمكنك مراسلة قسم الاستشارات على موقعنا للإجابة على أسئلتك، كما يمكن الاطلاع على الاستشارات التالية للفائدة:
http://consult.islamweb.net/consult/900
http://consult.islamweb.net/consult/2239235
http://consult.islamweb.net/consult/2163628
وأما مسألة بقاء التكليف في حق من هو في مثل حالك: فراجع فيها الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 102447، 68209، 68045.
والله أعلم.