الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فبالتوبة من هذا الذنب مع السعي في إزالته تبرأ ذمتك من أثره، ولا يؤثر بقاء أثر الذنب بعد أن عجزت عن منعه أو إزالته في صحة التوبة، فقد قال العلامة الشنقيطي ـ رحمه الله تعالى ـ في أضواء البيان: من تاب من الذنب الذي هو متلبس به، مع بقاء فساد ذلك الذنب، أي: أثره السيئ هل تكون توبته صحيحة؛ نظرا إلى أنه فعل في توبته كل ما يستطيعه، وإن كان الإقلاع عن الذنب لم يتحقق للعجز عن إزالة فساده في ذلك الوقت؟ أو لا تكون توبته صحيحة; لأن الإقلاع عن الذنب الذي هو ركن التوبة لم يتحقق؟... ثم ذكر أمثلة على ذلك، ثم قال: فجمهور أهل الأصول على أن توبته في كل الأمثلة صحيحة; لأن التوبة واجبة عليه، وقد فعل من هذا الواجب كل ما يقدر عليه، وما لا قدرة له عليه معذور فيه; لقوله تعالى: لا يكلف الله نفسا إلا وسعها. انتهى.
وللفائدة يرجى مراجعة هاتين الفتويين: 165977، 184443.
والله أعلم.