الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالسنة بين الغالي والجافي، فهي وسط بين الإفراط والتفريط على حد قول القائل:
فلا تغلُ في شيء من الأمر واقتصد كلا طرفي قصدِ الأمور ذميمُ.
غير أن المعظّم لأحكام الشرع خير من الذي لا يقيم لها وزنًا، ولا يلقي لها بالًا، وإن كان في الأول بعض تشدد وخطأ في عرض أحكام الشريعة، فإنه يناصح ويبين له أنه بطريقته هذه ينفر عن الدين، ويصد الناس عنه، ومثل هذا ما دام عنده أصل التعظيم للشرع، والانقياد له، فإنه سرعان ما ينتصح، ويستجيب إذا تبين له وجه الصواب، والله يهدينا وسائر إخواننا لما فيه رضاه. والله أعلم.