الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا شك أن أكل الربا والعمل في مؤسساته من أكبر الكبائر وأعظم الذنوب التي ابتلي بها المسلمون في هذا العصر الذي انتشرت فيه البنوك الربوية بكثرة في بلادهم.
فقد روى
أبو داود والنسائي وابن ماجه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
يأتي على الناس زمان يأكلون الربا، فمن لم يأكله أصابه من غباره . وروى
الطبراني عن
كعب بن عجرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
كل جسم نبت من الحرام فالنار أولى به . وقد أحسنت السائلة الكريمة عندما اعترضت على زوجها ونهته عن الأكل من مال أخيه المكتسب من الحرام، فهذا هو الأسلم والأورع، حتى وإن كان لأخيه دخل آخر من غير الربا.
فقد اختلف أهل العلم في جواز الأكل من مال الشخص الذي يكسبه من الحرام، وحاصل كلامهم في ذلك : أن من كان جميع ماله من الحرام حرم الأكل من ماله، وإن كان غالب ماله كره الأكل منه، إلا أن يكون ما يأكله قد اشتراه من عين الحرام فيحرم، أما إذا كان الحرام أقل فلا بأس بالأكل منه . وانظري الفتوى رقم:
6880ويجب عليكم أن تنصحوا لهذا الأخ وتبينوا له حرمة العمل في المؤسسات الربوية وتساعدوه على التخلص منها إذا كانت لكم قدرة على ذلك.
وأما الأولاد فهم أمانة في يدك، يجب أن تحفظيهم مما تحفظي منه نفسك، وتسعي في تطييب مطعمهم ومشربهم وملبسهم... حتى يتعودوا من صغرهم على الفضائل، وتجنب الحرام..
أما بالنسبة لعمل زوجة الأخ مدرسة فإن كانت تدرس النساء فقط أو تدرس الصبيان أي غير البالغين فلا حرج في الأكل من طعامها، لأنها أخذت ثمنه من مقابل عمل مباح شرعاً، وإن كانت تدرس رجالاً بالغين فإن هذا عمل محرم، وما نشأ عنه من مال له حكم المال الذي أشرنا إليه في أول الجواب.
والله أعلم.