الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعليك أن تأخذي بأسباب زيادة محبة الله تعالى في قلبك، فإن هذا من أعون الأشياء على القيام بواجب العبودية؛ ومن الأسباب الجالبة لمحبته سبحانه: التفكر في نعمه على العبد, وهي لا تعد ولا تحصى، فإن القلوب مجبولة على حب من أحسن إليها، ولا إحسان أتم من إحسان الرب تعالى لعبده، فاستحضري نعمه عليك، واعلمي أن زوجك هو واحدة من تلك النعم التي منّ الله بها عليك، وتلك نعمة تستوجب الشكر، وشكرها بمزيد الإقبال عليه سبحانه، والاجتهاد في عبادته. ومن الأسباب الجالبة لمحبته سبحانه: التفكر في أسمائه وصفاته، وقراءة القرآن بالتدبر والتفهم، ومجالسة الصالحين المحبين له سبحانه، والاجتهاد في دعائه، واللجأ إليه بأن يرزقك حبه، فإذا جاهدت نفسك، وأخذت بهذه الأسباب، زال عنك ما تجدينه من التثاقل في العبادة، وشعرت بلذة الطاعة، وحلاوة المناجاة، ولا يحملنك شعورك بأنك منافقة، وأنك ترائين، ونحو ذلك، على القعود عن العبادة، وترك الطاعة؛ فإن هذا من تلبيس الشيطان عليك، يريد بذلك صدك عن سبيل سعادتك وفلاحك في الدنيا والآخرة.
ثم اعلمي أن طاعة زوجك وحسن تبعله هو من وظائف العبودية التي تثابين عليها لو استحضرت فيها النية الطيبة، وفضل الله عظيم، ورحمته واسعة -سبحانه وتعالى-، وفعل الصلاة في أي جزء من أجزاء الوقت جائز، لكن المبادرة بها أفضل إلا ما استثني كالعشاء والظهر في شدة الحر.
واعلمي أن لذة الطاعة لا تنال إلا بالمجاهدة والمصابرة، فجاهدي نفسك واحمليها على الطاعة حملًا وإن كانت كارهة، حتى يصير ذلك لها ملكة راسخة، وصفة لازمة، وهيئة ثابتة، وانظري الفتوى رقم: 139680.
والله أعلم.