الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالقاعدة التي يتعين الاعتصام بها في هذا الباب هي أن الشك لا يلتفت إليه، وأن الوساوس يعرض عنها صاحبها ولا يعيرها اهتماما، فإذا كان خروج الريح أمرا مشكوكا فيه، ولم يصل إلى درجة اليقين الذي تستطيع أن تحلف عليه، فإنك تعمل بالأصل وهو بقاء الطهارة، وأنه لم يخرج منك شيء، ودع عنك الوساوس ولا تسترسل معها فإن الاسترسال مع الوساوس يفضي إلى شر عظيم، وانظر الفتوى رقم: 51601، والذي يظهر أن كلام الدكتور المذكور وارد على من كان صحيحا غير مبتلى بالوسوسة، وتيقن خروج الريح، أما مع الشك فلا يلزمه شيء على ما بينا، وأما كلام الشيخ المذكور فإنه في حق الموسوس ومن ثم فلا تعارض بينهما، والحاصل أن الذي ينبغي لك هو الاستمرار في الإعراض عن هذه الوساوس وتجاهلها.
والله أعلم.