الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فمن فاتته الصلاة عمدًا أو نسيانًا أو نومًا أو غير ذلك حتى خرج وقتها فإنه يجب عليه قضاؤها، وإذا قضاها فإنها تعتبر صحيحة بمعنى: أنه تبرأ ذمته من المطالبة بها.
وعليه؛ فالصلاة في جميع الحالات المذكورة -صحيحة بهذا المعنى-، إلا أن من تعمد منهم أداء الصلاة بعد وقتها، فهو عاص لله تعالى، ولرسوله صلى الله عليه وسلم، وتلزمه التوبة، وصلاته مظنة عدم القبول من الله تعالى، وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد وصف صلاة من أداها في وقت الضرورة عند اصفرار الشمس: بأنها صلاة المنافقين، فكيف بمن تعمد تأخير الصلاة حتى يخرج وقتها بالكلية؟! لا شك أن صلاته أحرى بأن توصف بأنها صلاة المنافقين.
وأما من عزم على الاستيقاظ، وأداء الصلاة في وقتها، ثم غلبه النوم، فلا إثم عليه، ومن فرط في اتخاذ الأسباب التي تعينه على الاستيقاظ، فإنه يخشى عليه الإثم, وقال بعض العلماء: يأثم، كما بيناه في الفتوى رقم: 270292 عن حكم التأخر في النوم الذي يتسبب في تضييع الصلاة، وانظر أيضًا الفتوى رقم: 152781 بعنوان (هل يجب اتخاذ المنبه للاستيقاظ للصلاة)، والفتوى رقم: 119406 عن حكم تفويت الصلاة لمن لم يسمع الأذان.
والله تعالى أعلم.