الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذا الخبر ذكره ابن الجوزي في الأذكياء قال: كَانَ نَصْرَانِيّ يخْتَلف إِلَى الضَّحَّاك بن مُزَاحم فَقَالَ لَهُ يَوْمًا لم لَا تسلم قَالَ لِأَنِّي أحب الْخمر وَلَا أصبر عَنْهَا قَالَ: فَأسْلَمْ واشربها، فَأسْلَمْ فَقَالَ لَهُ الضَّحَّاك: إِنَّك قد أسلمت الْآن، فَإِن شربت حددناك، وَإن رجعت عَن الْإِسْلَام قتلناك. اهـ
فإن صحت هذه القصة فالذي يظن بالضحاك أنه لم يكذب على النصراني موهما إياه حل شرب الخمر، وإلا فالنصراني يعلم حرمتها في الإسلام، وهذا لا يخفى على أحد، وإنما أراد أن يقول له إسلامك وأنت تشرب الخمر أهون من بقائك على الكفر، أو لعله بدا له - في قوله له واشربها - شيء من المعاريض التي فيها مندوحة عن الكذب، ورأى أن ذلك يغتفر في جنب مصلحة إسلام الرجل.
والله أعلم.