الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يزيدك هدى، وأن يباعد بينك وبين الوسوسة، واعلمي أن من شأن المؤمن التجافي عن تزكية نفسه، والثناء عليها، كما قال تعالى: فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى {النجم:32}، فقولك (أنا أخاف الله كثيرا، وأتقيه في أعمالي -والحمد لله-) مما لا ينبغي.
وبالنسبة لما سألت عنه: فإن الذي غش في الامتحانات ونحوها إذا كان يتقن الوظيفة التي يعمل بها, ويؤديها على الوجه المطلوب, فلا حرج عليه فيما يأخذه من راتب, ولا يؤثر فيه كونه غش في بعض الامتحانات.
فقد سئل الشيخ/ ابن باز: رجل يعمل بشهادة علمية وقد غش في امتحانات هذه الشهادة، وهو الآن يحسن هذا العمل بشهادة مرؤوسيه، فما حكم راتبه هل هو حلال أم حرام؟ فأجاب: لا حرج -إن شاء الله-، عليه التوبة إلى الله مما جرى من الغش، وهو إذا كان قائما بالعمل كما ينبغي فلا حرج عليه من جهة كسبه؛ لكنه أخطأ في الغش السابق، وعليه التوبة إلى الله من ذلك. اهـ. من مجموع فتاواه.
وراجعي الفتوى رقم: 31995.
والله أعلم.