الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالبلوغ له علامات منها: بلوغ خمس عشرة سنة، فإذا بلغت هذا السن، فأنت بالغ، وقد تبلغ قبله بالإنزال، أو إنبات الشعر الخشن، وقد بينا علامات البلوغ في الفتوى رقم: 10024.
ومتى شككت في عمل؛ هل كان قبل البلوغ، أو بعده؛ فالأصل عدم البلوغ، واستصحاب الأصل وهو عدم البلوغ كاف في رفع التبعة عنك، ولا يثبت شغل الذمة إلا بيقين أو ظن غالب، وللمزيد من الفائدة راجع الفتويين: 190289، 253393 ، وعلى كل حال ينبغي لك الاستغفار من أذيتك لصاحبك مع نسيان الأمر حتى لا يكدر عليك حياتك .
وأما الحقوق المالية كإتلاف الثمار أو أخذها، ففيها الضمان المالي، فتدفع لصاحبها قيمة الثمار، فإن حصل اليأس من إمكان إيصال الحق اليه، فلك أن تتصدق بثمن الثمار عنه، وانظر الفتوى رقم: 117584.
وأما ترك الاستنجاء، فما كان قبل البلوغ، فلا مؤاخذة به، كما سبق، وما كان بعد البلوغ فإن كان جهلاً، لم تبطل الصلاة في الأصح، كما بينا بالفتوى رقم: 266194، وبالتالي، فلا قضاء عليك، وإن كنت تركت ذلك مع العلم والقدرة فتقضي الصلاة كما بينا بالفتوى رقم: 111752، وانظر أقوال العلماء في هذه المسألة في الفتوى رقم : 154065. ولمعرفة كيفية القضاء انظر الفتوى رقم: 70806، وتوابعها.
ويرى شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ أن من ترك شرطا من شروط الصلاة جهلا لا يقضي. وراجع للمزيد الفتوى رقم: 125010.
والله أعلم.