الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يوفقك للتوبة والإنابة، وأن يفتح لك أبواب الهداية والرجوع إليه، فإنك إذا أقبلت على مولاك بتوبة صادقة نصوح فسيقبل عليك سبحانه بفيوضات الرحمة والمغفرة والهداية والمعافاة، وقد جاء في الحديث القدسي عن رب العزة جل في علاه: قالَ الله تَبَارَكَ وتعَالى: يا ابنَ آدَمَ إِنّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى ما كانَ فِيكَ وَلاَ أُبَالِي، يا ابنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَت ذُنُوبُكَ عَنَانَ السّمَاءِ ثُمّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ وَلاَ أُبَالِي، يا ابنَ آدَمَ إنّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأرْضِ خَطَايَا ثُمّ لَقِيتَنِي لاَ تُشْرِكُ بي شَيْئاً لأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً. رواه الترمذي وقال: حسن.
وما ذكرته من العبادات كالصلوات الخمس والحج والعمرة وغيرها هي من أعظم العبادات إلا أنها لا تبرأ ذمة من اقتصر عليها من المكلفين حتى يمتثل غيرها من الواجبات كصيام رمضان والزكاة وبر الوالدين ونحوها.
وليس من الواجب عليك أن تخبر أباك أو إمام المسجد أو غيرهما مما تعاني منه، بل عليك بالستر على نفسك ، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ... مَنْ أَصَابَ مِنْ هَذِهِ الْقَاذُورَاتِ شَيْئًا فَلْيَسْتَتِرْ بِسِتْرِ اللَّهِ، فَإِنَّهُ مَنْ يُبْدِي لَنَا صَفْحَتَهُ نُقِمْ عَلَيْهِ كِتَابَ اللَّهِ. رواه مالك في الموطأ.
وقد ذكرنا أسباب الشذوذ الجنسي وعلاجه في الفتوى رقم: 7413، فننصحك بقراءتها، وكذلك ننصحك بمراسلة قسم الاستشارات في موقعنا هذا.
وأما الأب وكذا الأم إن قصَّرا في تربية أولادهما فهما مسؤولان عن ذلك ومحاسبان؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْأَمِيرُ رَاعٍ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ زَوْجِهَا وَوَلَدِهِ، فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ. متفق عليه. وانظر الفتوى رقم: 73552.
والله أعلم.