الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنوصيك ـ أخانا الكريم ـ أولاً بحسن الظن بالله، وأنه لا يضيع أجر من أحسن عملاً، والدين يسر، والحرج مرفوع؛ قال تعالى: وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ {الحج:78}، وقال تعالى: مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ {المائدة:6}، فالأمر هين، والظاهر أنك تعاني من نوع من الوسوسة.
والوسوسة، قد تبلغ بالعبد أكثر وأعظم من ذلك، فيجب الإعراض عنها وعدم الاسترسال معها، وليس لها دواء غير ذلك فشعورك بطعم الدم، مع عدم رؤيتك له مع إمكانها هو من أوهام الوسوسة، فاصرف عنك هذا الوسواس، ولا تلتفت إليه؛ فأحسن طريق لمداواته التلهي عنه بالكلية.
وإذا لم يتبق من وقت الصلاة زمن يتسع لفعلها بطهارة صحيحة فحكمك حكم صاحب السلس، فتتوضأ وتصلي على حسب حالك ولا تؤخر الصلاة حتى يخرج وقتها، كما بينا بالفتوى رقم: 181241.
والتحفظ واجب عند جمهور العلماء، ورخص مالك ـ رحمه الله ـ في تركه إذا كان الحدث يخرج بغير اختيار ولو مرة في اليوم، كما بينا بالفتوى رقم: 155095.
ويسعك العمل بمذهبه، إن شق عليك، فما دمت موسوسا، فللموسوس أن يأخذ بأخف الأقوال حتى يعافيه الله تعالى، كما بينا في الفتوى رقم: 181305.
على أن التحفظ أمره يسير، ولا يكلف وقتا في العادة.
ولا يلزمك الإعادة، فصلاتك صحيحة، ولا حرج عليك.
ونسأل الله أن يعافيك من الوسوسة، وننصحك بملازمة الدعاء، والتضرع، وأن تلهى عن هذه الوساوس، ونوصيك بمراجعة طبيب نفسي ثقة، ويمكنك مراجعة قسم الاستشارات من موقعنا، وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 3086، 51601، 147101، وتوابعها.
والله أعلم.