الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أحسنت باستقبالك أختك في بيتك، ففي هذا إحسان وصلة، والله لا يضيع أجر المحسنين. وقد أساءت أختك بسخريتها منك بسبب مشاهدتك البرامج الدينية، وسعيها في أن تفسد عليك زوجك، فهذا نوع من اللؤم؛ لما فيه من مقابلة الإحسان بالإساءة، والكريم يقابل الإحسان بالإحسان.
وإذا كانت أختك على ما ذكرت من تفريطها في الصلاة، فلا يستغرب منها بعد ذلك مثل هذه التصرفات، فمن ضيع الصلاة فهو لما سواها أضيع، ومن قطع صلته بربه، قطع عن قلبه نور الإيمان والهداية.
فالواجب أن تُنصح، ويبيَّن لها خطورة ما هي عليه من حال، ويمكن الاستعانة ببعض الفتاوى عندنا، نحيلك منها على الأرقام التالية: 26193، 1195، 5282، 1791. فإن تابت أختك إلى الله، وصلح حالها فذاك، وإلا فيمكنك هجرها إن رجوت أن ينفعها الهجر، فالهجر يرجع فيه إلى المصلحة، كما بينا في الفتوى رقم: 21837.
ولا نستطيع أن نجزم بشيء بشأن مقصد أختك، وما إن كانت تريد طلاقك من زوجك، ولكن الذي ننصحك به: الصبر على زوجك، ومناصحته بالحسنى، وكوني على حذر من مشادته؛ لئلا يترتب على ذلك الشقاق والفراق، وحتى تفوتي أي مقصد سيء قد ترمي إليه أختك.
وننبه إلى أمرين:
الأمر الأول: هنالك ضوابط شرعية لمشاهدة الرسوم المتحركة، سبق لنا بيانها، فراجعي الفتاوى بالأرقام التالية: 34634، 110537، 140121.
الأمر الثاني: التمسك بالشرع ليس من التشدد في الدين، وانظري الفتوى رقم: 69967، ففيها بيان الفرق بين التشدد المذموم والعزيمة المحمودة.
والله أعلم.