الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فشكر الله لك تحريك الحلال في عملك، ونسأله سبحانه أن يزيدنا وإياك هدى وبصيرة, وأن يثبتنا على صراطه المستقيم.
ونفيدك بأنه لا تجوز ممارسة أي عمل فيه إعانة على أمر محرم؛ لعموم قوله تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2}، ومن ذلك: إعانة المؤسسات التي تمارس أنشطة محرمة، كالربا، وغيره، ولو بمجرد دلالتها على الخدمات التي تعينها على ممارسة تلك الأنشطة.
وعلى ذلك؛ فحيث كانت الخدمة المذكورة مما يعين تلك المؤسسات على أنشطتها المحرمة، فلا يجوز لك العمل في عرض تلك الخدمة عليها. وراجع لمزيد الفائدة عن مفهوم الإعانة الفتوى رقم: 238324.
وعليك أن تسعى إلى ترك العمل بالقسم المذكور، ثم إن أمكن أن تجد عملًا جائزًا في تلك الشركة، وإلا فلتتركها، ولتبحث عن عمل مباح في مكان آخر، ولا يجوز لك البقاء في عمل غير مشروع، اللهم إلا إن كنت لا تجد ما تسد به ضرورتك وضرورة من تعوله، فحينئذ يجوز لك البقاء فيه بقدر الضرورة فقط، مع الاجتهاد والسعي الجاد للحصول على مصدر دخل حلال، ومن ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه. وانظر الفتاوى التالية أرقامها: 6448، 59282 ، 110798، 70161، 250753، وإحالاتها.
والله أعلم.