الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحديث صحيح، قد صححه الهيثمي في مجمع الزوائد، والحافظ ابن حجر في الأمالي المطلقة، والألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، وغيرهم.
وأصح هذه الأسانيد ما رواه الطبراني من حديث أَبِي طَوِيلٍ شَطَبٍ الْمَمْدُودِ أَنَّهُ أَتَى رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: أَرَأَيْتَ رَجُلًا عَمِلَ الذُّنُوبَ كُلَّهَا، فَلَمْ يَتْرُكْ مِنْهَا شَيْئًا، وَهُوَ فِي ذَلِكَ لَمْ يَتْرُكْ حَاجَةً وَلَا دَاجَةً إِلَّا أَتَاهَا، فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ؟ قَالَ: «فَهَلْ أَسْلَمْتَ؟» قَالَ: أَمَّا أَنَا فَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّكَ رَسُولُ اللهِ، قَالَ: «نَعَمْ، تَفْعَلُ الْخَيْرَاتِ، وَتَتْرُكُ السَّيِّئَاتِ، فَيَجْعَلُهُنَّ اللهُ لَكَ خَيْرَاتٍ كُلَّهُنَّ»، قَالَ: وَغَدَرَاتِي وَفَجَرَاتِي؟ قَالَ: «نَعَمْ» قَالَ: اللهُ أَكْبَرُ، فَمَا زَالَ يُكَبِّرُ حَتَّى تَوَارَى. والصواب: أن اسم الصحابي هو: أبو طويل شطب الممدود، خلافا لمن قال إنه أبو فروة.
وأما ما أخرجه ابن أبي حاتم عن مكحول: فقد أخرجه الإمام أحمد في مسنده من رواية مكحول عن عمرو بن عبسة -رضي الله عنه-، وفيه انقطاع بين مكحول وعمرو بن عبسة، فقد قال الألباني معلقًا على هذه الرواية: هو -أي: مكحول- معروف بالتدليس والإرسال، فما لم يصرح بالتحديث فهو منقطع، ولا سيما أن عمرو بن عبسة لم يذكر في جملة الصحابة الذين سمع منهم، على قلتهم. انتهى من سلسلة الأحاديث الصحيحة.
وأما ما رواه الطبراني عن سلمة بن نفيل -رضي الله عنه-: فعِلَّتُه ياسين الزيات. قال الهيثمي في مجمع الزوائد عن هذه الرواية: رواه الطبراني في الكبير، وفي إسناده: ياسين الزيات يروي الموضوعات. انتهى.
والله أعلم.